فقير حقيقي

ﻗﺼﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ -= ﺍﻟﺸﺤﺎﺩ ﺍﻟﻐﻨﻲ - =
ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﺛﺮﻱ ﻣﺴﺠﺪﺍ ...ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﺑﺪﺍﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺼﻠﻴﺎ ﺑﻜﻞ
ﺧﺸﻮﻉ ﻭﻭﻗﺎﺭﺍً !! ﺃﺭﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻓﺘﻘﺪﻡ
ﻣﻨﻪ ﻭ ﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻊ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !!
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ :ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺴﺘﻄﺮﺩﺍً ..ﻫﻞ
ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﺛﺮﻱ؟؟ ﻭﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻚ؟؟
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻣﻔﺘﺨﺮﺍً ﻧﻌﻢ .. ﻟﺪﻱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻒ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ .. ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ: ﻭﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻟﻒ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﺧﺮﻯ؟؟
ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ : ﻧﻌﻢ ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ ﻷﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﻦ
ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻱ !!
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻧﺖ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺃﻳﻀﺎ ؟؟ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺩﻋﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ ﻟﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ
ﻭﺛﺮﻭﺗﻲ !!
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺃﻧﺘﻔﺾ ﻭﻗﺎﻡ ﻗﺎﺋﻼً ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ
ﺫﻫﺒﺎ ﻣﻦ ﺷﺤﺎﺫ ﻣﺜﻠﻚ ...ﺧﺬ ﺫﻫﺒﻚ ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻩ!!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً!! ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻐﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺤﺎﺫ
ﻓﻘﻴﺮ؟؟ !!
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻗﺎﺋﻼ ﺃﻧﺎ ﻏﻨﻲ ﻷﻧﻲ ﻗﺎﻧﻊ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
ﻓﻀﻠﻪ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﺤﺎﺫ ﻷﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺭﺯﻗﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺴﺘﺎﺀ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ !!
ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ .!! ﺑﻞ
ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺴﺘﺸﻒ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ
-----------
------------------------
ﻻ ﻳﻐﺮﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺣﺴﻦ ﺳﻤﺘﻪ
ﺃﻭ ﻃﻮﻝ ﺻﻤﺘﻪ
ﺃﻭ ﻛﻤﺎﻝ ﻫﻴﺌﺘﻪ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﻮﺯﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺝﻻﻟﻪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ...
ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺘﻤﺘﻠﺊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﻬﺎﺑﺔ ﻭﺇﺝﻻﻻ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﻄﺒﻞ
ﺍﻷﺟﻮﻑ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻣﻌﻪ ﻳﺰﻳﻨﻪ ﻭﻻ ﺇﺑﻤﺎﻥ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻭﻻ ﻋﻤﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺛﺮﻩ .
ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﻘﺘﺤﻤﻪ ﺑﻌﻴﻨﻚ ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ، ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻋﻠﻤﺎ .
ﻓﻠﻴﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ
ﺑﻘﻠﺐ ﺣﺎﺿﺮ ﻭﻋﻘﻞ ﻧﺎﻗﺪ ﻭﺑﺼﻴﺮﺓ .
ﻭﻟﻴﻨﺰﻟﻦ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ
ﺏﻻ ﻏﻠﻮ ﻭﻻ ﺟﻔﺎﺀ ..
ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ
ﻭﺑﺼﺮﻧﺎ ﺳﺒﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ